ملقة تنسحب من استضافة كأس العالم 2030- النادي والجماهير أولاً

أعلنت مدينة مالقة الإسبانية، يوم السبت، انسحابها الرسمي من استضافة فعاليات كأس العالم لكرة القدم 2030، التي من المقرر إقامتها بتنظيم مشترك بين إسبانيا والبرتغال والمغرب، ويعود سبب هذا القرار إلى التحديات اللوجستية المتعلقة بتنفيذ مشاريع البنية التحتية الضرورية. في وقت سابق، كانت إسبانيا قد أعلنت عن تخصيص 11 ملعبًا لاستضافة مباريات البطولة المرتقبة، وكان من بينها ملعب "لا روسالدا" بمدينة مالقة الساحرة، والذي يتسع لـ 30 ألف مشجع، وتم افتتاحه في عام 1941. ومع ذلك، أوضح فرانسيسكو دي لا توري، رئيس بلدية المدينة، أن "استضافة المنافسات قد تخلق صعوبات جمة لنادي مالقة ومشجعيه الأوفياء، وذلك نتيجة لأعمال الترميم والتجديد الضرورية التي سيشهدها الملعب". وأضاف عقب اجتماع موسع مع مجلس مدينة مالقة وحكومة منطقة الأندلس: "عند المفاضلة بين استضافة كأس العالم ومصلحة النادي، فإننا نختار بكل تأكيد النادي وجماهيره الغفيرة". وأكد رئيس البلدية قائلًا: "بعد مداولات مستفيضة، توصلنا إلى قناعة راسخة بأن الخيار الأكثر مسؤولية وحكمة وروية في الوقت الحالي هو التخلي عن استضافة مالقة لكأس العالم. فإذا كانت البطولة ستشكل خطرًا داهمًا على مستقبل النادي، وتتسبب في مشكلات لا حصر لها للجماهير، فلا طائل من الاستمرار في هذا المسعى". وكانت مشاركة المدينة في استضافة مباريات كأس العالم تتطلب انتقال نادي مالقة لخوض مبارياته على الملعب الرديف، الذي لا تتجاوز سعته 12 ألف متفرج، وذلك خلال فترة أعمال إعادة بناء ملعب "لا روسالدا"، في حين يبلغ عدد حاملي التذاكر الموسمية للنادي حاليًا 26 ألف شخص. وعلى الرغم من التوقعات التي تشير إلى أن تكلفة أعمال التطوير قد تبلغ حوالي 270 مليون يورو، أكد دي لا توري أن "القرار لم يتخذ بهدف تقليل النفقات. نحن نطمح إلى إنشاء ملعب جديد كليًا، لن يكون مخصصًا لكأس العالم فحسب، بل سيكون صرحًا رياضيًا شامخًا يخدم المدينة وأهلها، وهذا التزام قاطع لا رجعة فيه. إننا لا نتخذ هذا القرار لتوفير المال، بل لأنه يصب في مصلحة المدينة والجماهير والنادي على حد سواء". الجدير بالذكر أن نادي مالقة، الذي يشارك حاليًا في دوري الدرجة الثانية، كان قد بلغ ذروة تألقه في عام 2013 عندما شارك في دوري أبطال أوروبا، إلا أنه تراجع بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، ووصل به الأمر إلى الهبوط إلى دوري الدرجة الثالثة نتيجة لمشكلات مالية متراكمة. وتبرز مدينتا فيغو وفالنسيا كأبرز المرشحين المحتملين لتعويض انسحاب مالقة من قائمة المدن المضيفة. وفي شهر يونيو الماضي، أعلن نادي فالنسيا عن استكمال تمويل مشروع ملعبه الجديد "ميستايا"، الذي من المقرر افتتاحه في عام 2027 بسعة تصل إلى 70 ألف متفرج.
